الخطاب ١

إنجيل لوقا: الموضوع والكاتب

"١ إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا ٢كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ ٣رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ ٤لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ" (لوقا ١: ١- ٤).

لدى دراستنا لأي من الأناجيل يجدر بنا دائماً أن ننظر إليه في علاقته مع بقية الأناجيل. لدينا أربعة أناجيل في العهد الجديد، والأسئلة التي تُطرح غالباً هي: "لماذا هناك أربعة أناجيل؟" و"لماذا تختلف عن بعضها بالشكل الذي نراها عليه؟" و"ألم يكن من الأسهل أن يُعطى لنا سيرة حياة واحدة مستمرة عن المسيح بدلاً من أربع روايات، كتبها كُتّاب مختلفون؟" لم تكن هذه رغبة الله. بإعطائنا أربعة أسفار مختلفة مكتوبة بيد أربعة رجال مختلفين، يكون لدينا أساس أقوى لإيماننا حول قصص ولادة، وحياة، وموت، وقيامة ربنا يسوع المسيح. يخبرنا متى ١٨: ١٦: "تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ". لقد أعطانا الله هذه الشهادة ليس من قِبل ثلاثة فقط بل أربعة شهود؛ كل واحد منهم كتب بإرشاد الروح القدس.

هناك سبب آخر في إعطاء الروح القدس لنا أربعة أناجيل هو أن يُصور ربنا يسوع المسيح من أربعة جوانب. لقد اختار متى أن يُصوّره على أنه المسيا الموعود، ملك إسرائيل. ويُصوره مرقس على أنه عبد الرب الكامل الأمين. وفي كل مكان من إنجيل مرقس نرى خدمة نشيطة لإله وإنسان. يُصوره يوحنا المسيح على أنه تجلٍّ للألوهية، الابن السرمدي للآب، الذي صار إنساناً ليؤتينا بالخلاص. لقد تنازل ليصير جسداً: "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا" (يو ١: ١٤).

ولكن عندما ننعطف إلى لوقا، نرى يسوع يُصوَّر كإنسانٍ بكل الكمال، "ابن الإنسان". ذلك هو التعبير المفضل عند لوقا. وإذ نتمحص في هذا السفر بعناية، فإننا سنرى عدة أدلة على هذا.

يركّز لوقا كثيراً على حياة الصلاة عند يسوع المسيح، والصلاة، بالطبع، مرتبطة بناسوته. يسوع لا يأتي بأي حركة قبل أن ينظر أولاً إلى أبيه في السماء. نراه يصلّي، ويصلّي، ويصلّي، عند بدء كل مناسبة هامة.

وفي هذا الإنجيل نرى أيضاً الرب يسوع المسيح مراراً وتكراراً ضيفاً في بيوت أناس مختلفين. لقد جلس معهم وأكل معهم، وتحدث معهم في مشاكلهم. ما من إنجيل آخر يُظهر المسيح يخرج إلى العشاء بتلك الكثرة كما يفعل لوقا. يسوع يشارك الناس أفراحهم وأتراحهم ويشاركهم الأشياء الجيدة التي يقدّمونها له. عندما تلتقي بشخص على وليمة العشاء فعندها تكتشف من يكون حقاً. لقد قرأت ٤٠ أو ٥٠ سيرة حياة عن مارتن لوثر، ولكنه كان دائماً يبدو كتمثال على قاعدة إلى أن قرأت "أحاديث لوثر على المائدة". وعندها شعرت أنني وإياه أصدقاء. شعرت أني أعرف الرجل هكذا أكثر من أي طريقة أخرى. وهكذا فإن هذه الروايات عن المسيح إلى وليمة العشاء تعطينا فهماً لناسوته، لا يمكننا أن عرفه بأي طريقة أخرى.

كان لوقا رجلاً متعلّماً. لقد كان "الطبيب الحبيب"، ومع ذلك كان إنساناً متواضعاً جداً. إنه لا يذكر نفسه، لا هنا ولا في سفر أعمال الرسل. كان قد التقى بولس في ترواس في رحلة بولس الكرازية الثانية. بعد ذلك، صار لوقا تقريباً الرفيق الدائم للرسول بولس، ولكن بينما تقرأون سفر أعمال الرسل من الأصحاح ١٦ فصاعداً ستلاحظون أن لوقا كلما كان مع الجماعة كان يتكلم بصيغة المتكلّم الجمع مستخدماً "نحن" أو "نا". وعندما كان يُخلّفه بولس والآخرون وراءه ويمضون، يُبدّل الفعل إلى صيغة الغائب فيستخدم الضمير "هم". وعندما ينضم إليهم لوقا من جديد يعود فيستخدم "نحن" أو "نا". لقد كان مع بولس حتى النهاية. وفي رسالته الأخيرة من روما، يكتب بولس: "لوقا وحده معي". كان رجلاً كثير الأسفار، واسع الثقافة، وكان يتمتع بذهنية ومزاج علميين. لقد كان أممياً/يونانياً من جميع النواحي. ربما كان ينحدر من أصل يهودي، ولكن اسمه يوناني، وهو يكتب لإعلام اليونانيين. هدفه الخاص في كتابة هذا السفر هو أن يُوضح للأممي الحقائق المتعلقة بحياة، وخدمة، وموت، وقيامة يسوع المسيح. صديقه، الذي يُذكر هنا في مقدمة إنجيله في الآية ٣، باستخدام اللقب "الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ"، كان على الأرجح حاكماً على مقاطعة رومانية. إنه يستخدم اللقب المُعطى لموظف روماني عالي المقام. ونستنتج أن ثَاوُفِيلُسُ كان مسيحياً أممياً يتمتع بمركز مرموق في الإمبراطورية الرومانية، وأن لوقا كان صديقاً حميماً له. لقد كتب لوقا هذا الإنجيل ليعطي ثَاوُفِيلُسُ فهماً واضحاً عما حدث في فلسطين.

يقدّم لنا لوقا مقداراً هائلاً من المعلومات التي لا نجدها في الأناجيل الأخرى فهو وحده الذي يخبرنا بقصص زيارات الملاك جبرائيل إلى زكريا وإلى مريم. ما من أحد آخر يخبرنا عن نشيد مريم، ونبوءة زكريا. ولادة المسيح في زريبة تُدون هنا فقط، وكذلك إعلان الملاك للرعاة. تقديم الطفل يسوع في الهيكل في أورشليم وترحيب حنّة وسمعان به، تُذكران أيضاً هنا فقط. واللقاء الأول في الناصرة، كما نرى في الأصحاح ٤؛ صيد الأسماك الكبير؛ اللقاء مع المرأة التي من المدينة في بيت سمعان الفريسي كما نجد في الأصحاح ٧؛ والحادثة الجميلة لمريم عند قدمي يسوع؛ وإرساله السبعين (الأصحاح ١٠) لا نجدها سوى هنا. الكثير من المادة المتضمنة في الأصحاحات ١١ إلى ١٨ لا يرويها سوى لوقا، كما الحال أيضاً مع قصة زكّا. هو وحده الذي يذكر مجيء الملاك إلى مخلّصنا ليشجّعه وهو مكروب في بستان جثسيماني. ولولا فضل لوقا، لما كنا سنعرف بقصة اللص التائب، ولا بزيارة ربنا القائم إلى التلميذين على طريق عمواس ومكوثه في منزلهما.

ثم، وعندما نفكّر في الأمثال، سيدهشنا أن نلاحظ كم من الأمثال المروية في هذا الإنجيل. قصة السامرية الصالح، الغني الجاهل، شجرة التين غير المثمرة، العشاء الكبير (بدون خلطها مع عرس ابن الملك كما يُوردها متى)، الدرهم الضائع، والابن الشاطر، والخادم غير الأمين، قصة الغني ولعازر، القاضي الظالم والأرملة، الفريسي والعشار، ومثل الوزنات، جميعها نجدها في لوقا. وإن المثل الأخير المذكور، رغم تشابهه مع مثل الوزنات، هو قصة مختلفة تماماً.

كم كان سيفوتنا لو لم يُحرّك الروح القدس لوقا ليتحقق من الأمور الكثيرة التي لم يدوّنها أي كاتب مُلهَم آخر. ليس هناك من زيادة أو حشو في هذا الإنجيل. كل ما يرد فيه هو ذو أهمية بالغة ولا يمكن تجاهلها، وقد كان محطّ تقدير الكنيسة، كما وأن أهميته تأتي أيضاً من تقديمه لإنجيل نعمة الله بجوانبه المتعددة.

ينقسم الكتاب تلقائياً إلى ثلاثة أجزاء: الأصحاحات الأربعة الأولى تتناول موضوع ولادة، ومعمودية، وتجارب الرب يسوع المسيح. والقسم الثاني، الأصحاحات ٤ إلى ١٨، تُشكّل افتتاحية إلى طريق الخلاص والدنو إلى الله. الأصحاح ١٩ وحتى النهاية تُقدّم لنا قصة الصلب والقيامة.

في كل إنجيل يرتبط الصلب بذبيحة أو تقدمة مختلفة، كما نجد في لاويين ١ إلى ٥. يُصوره متى كذبيحة الإثم. ومرقس يقدّم لنا المسيح كذبيحة خطية. ويُصوره لوقا لنا على أنه ذبيحة سلامنا العظيمة- المسيح يصنع سلاماً بين الله والإنسان بسفك دمه على الصليب. ذبيحة الإثم تُمثل موت المسيح بسبب الخطايا التي ارتُكبت بالفعل ضد الله والإنسان. ذبيحة الخطية ترمز إلى المسيح يموت بسبب ما نحن عليه، وليس فقط بسبب ما فعلناه. ذبيحة المحرقة ترمز إلى المسيح يموت ليُمجّد الله. ذبيحة السلامة ترمز إلى السلام التي نتجت عن إهراق دم حمل الله.

في سفر حزقيال لدينا الأوجه الأربعة للكروبيم- الأسد، والثور، والنسر، والإنسان. هذه ترمز إلى الأناجيل الأربعة. في متى لدينا جلال الأسد؛ في مرقس خدمة التحمّل للثور؛ في يوحنا العين الثاقبة للنسر- ذلك السماوي؛ ويُظهر لنا لوقا وجه الإنسان.

كان لوقا متحرّياً حريصاً ومتأنياً. لقد سعى وراء أولئك الذين عرفوا الرب يسوع شخصياً وعرف الحقائق من أفواههم. لقد كان، بالطبع، مُلهَماً من الله، ولكن روح قدس الله قاده إلى الاستفادة من كل مصادر المعلومات الموثوقة. لاحظوا كيف يبدأ إنجيله: "إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ".

دعونا نتوقف هنا الآن ونتمعن في هذه المسألة. لقد كان لوقا متأكداً من الأساس الذي لديه. وكان على يقين من صحة الأمور التي كتبها. لا شك أنه كانت لديه عدة روايات غير موحى بها، ولم يعد له وجود الآن، تُمثّل الكثير مما كان يتناقله الناس عامة حول حياة ربنا وخدمته. ولكن هذه لم تكن موثوقة؛ ما كان الله ليتركنا نتكّل على روايات غير موثوقة. في وقت باكر من القرن الثاني، ظهرت عدة أناجيل أبوكريفية ولكن لم تكن لها وقار وشفافية وقدسية الأناجيل الموحى بها. يتكلم الناس عن "الأسفار الضائعة" للكتاب المقدس، ولكن هذا الكلام كله خطأ. لدينا من الكتاب المقدس كل ما أراد الله أن نمتلكه، في العهدين القديم والجديد. ما يُسمى "الأسفار الضائعة"، هي كتابات أسطورية ولا يمكن الاتّكال عليها.

لا نستطيع أن نعرف بالضبط إن كان مرقس ومتى قد كتبا قبل لوقا. إن كان كذلك، فهو لم ينسخ عن أي منهما. لقد كتب بتوجيه إلهي، كما فعلا هما أيضاً. ونعلم أن إنجيل يوحنا لم يُكتب حتى بعد عدة سنوات لاحقة. إنه آخر إنجيل كُتب من حيث الزمن. لم يكن لوقا يسعى وراء إلقاء الشك على أي رواية رسولية أخرى، ولكنه كان يرغب لثاوفيلس أن يحصل على توثيق دقيق إجمالي حول "جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ" (أعمال ١: ١)، ولذلك كتب كباحث متحرٍّ مستقل.

إنه يتكلم عن أولئك الذين كانوا "خُدَّام الْكَلِمَة". وهذه الكلمة الأخيرة قد تدل على كلمة الإنجيل، أو ربما على "الْكَلِمَة"، أي ذاك الذي هو، وإن كان الكلمة السرمدي، قد صار جسداً لفدائنا. سواء كنا نفكر بخدّام الله كخدام للكلمة المكتوبة أو الكلمة الحية، فإن الأمر سواء، لأن المسيح هو موضوع كل الكتابات المقدسة. إنه الإنجيل مُشخصَناً.

إننا نتخيل لوقا يذهب إلى فلسطين، ويسعى باحثاً عن أصدقاء يسوع الذين كانوا لا يزالون على قيد الحياة، ويقابلهم، وهكذا يكون أول من يعلم بالحقائق المتعلقة بكلمات الرب والأشياء التي لم يُدوّنها الآخرون.

هذا هو الإنجيل الوحيد بين الأربعة الذي يعطينا تدويناً رائعاً عن الولادة العذرية للرب يسوع المسيح، رغم أن متى يؤيّدها ويُوثّقها. لقد كان لوقا طبيباً، والحقائق التي يستحضرها أمامنا هي حقائق يمكن أن نترقبها من طبيب فقط. لقد كان على معرفة دقيقة وأكيدة من كل ما كتبه. وعلى الأرجح أنه تعرّف إلى الأم العذراء عن كثب وعلم من شفتيها سر التجسد العظيم. وعلى نفس المنوال كان سيعرف الحقائق الأخرى. ولذلك فقد كتب إلى ثَاوُفِيلُسُ لكي "يَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمَ بِهِ".

اسمحوا لي أن أقول للشبّان الذين تُثقل عليهم الشكوك ما يلي: إن كان للمرء ذهن منفتح وقلب صادق، فإن الروح القدس سيعلن له حق كلمة الله. دعوني أسألكم عن أن تُعطوا انتباهاً خاصاً إلى التفاصيل التي يُوردها لوقا، وأن تصلّوا إلى روح قدس الله لكي يفتح الكلمة لكم، كما فعل لهذا الطبيب الحبيب، والملايين الكثيرة منذ أيام لوقا.

دعونا ننتبه بعناية إلى كل آية من هذا القسم. بداية، يخبرنا لوقا أن كثيرين قد كتبوا وثائق تدون بالترتيب تلك الأمور التي جرت والتي تكاد تكون موثوقة وسط المسيحيين الأوائل. الآية ١ تقول أنه ظهرت العديد من الروايات التي كانت تهدف إلى سرد قصة حياة يسوع، والتي ما عادت موجودة بين أيدينا. ربما ظهر إنجيل متى ومرقس أولاً، وكما أن هذان قد أُعطيا بالوحي، فقد حُفظا هما أيضاً، مع إنجيل لوقا، وإنجيل يوحنا، الذي ظهر لاحقاً، لإعطائنا رؤية من أربعة جوانب لحياة ربنا على الأرض. في هذه الروايات هناك سرد مرتب ممنهج يُعطى لتلك الحقائق العظيمة التي يستند إليها إيماننا المسيحي.

تلك الأمور قد عرّفه عليها أولئك الذين كانوا مرافقين للرب شخصياً، أولئك الذين عرفوه من البدء، لأن الآية ٢ تقول أنه، كما في كتابات يوحنا (١ يو ١: ١، الخ.)، من بدء الشهادة المسيحية، أعطانا الله، من خلال أناسٍ محترمين حسني السمعة كانوا "مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ"، رواية أمينة عن تلك الأحداث الهامة التي تهمنا كثيراً في راحة قلبنا وطمأنينتنا.

يؤكّد لوقا على أنه كان لديه فهم تام لكل الأمور التي جرت منذ البدء. من الآية ٣ يتضح لنا أنه أجرى بحثاً متقصياً للحقائق مستقلاً ومتأنياً جداً، كباحث علمي يسأل شهد عيان ويزور الأماكن حيث عاش يسوع وصنع أعمال اقتداره. والحقائق التي استجمعها على هذا النحو رغب أن يضعها أمام صديقه، "الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ"، وبنتيجة ذلك لدينا الآن هذه الحصة الثمينة من كلمة الله. يعود الفضل إلى استخدام الروح القدس ليراع لوقا لإعطاء إنجيل ذو قيمة دائمة ليس فقط لثاوفيلس بل أيضاً لكل الناس إلى منتهى الأزمنة.

لاحظوا التعبير في الآية ٤: "صِحَّةَ الْكَلاَمِ". يستند الإنجيل على هذه الحقائق المصادق عليها من الله. ليس هو بنظام تخيّلي يستند على أساطير عثرة وغير أكيدة، بل رسالة منطقية جوهرية متينة تستند على أساس قوي من الحقائق. الأناجيل هي قصص حقيقية. ولذلك فإن الأحداث التي تدونها جرت بالفعل.

يجب ألا نخشى أن يستند إيماننا على هذه الشهادة المعينة التي حفظها الله لأجل تعليمنا.