الفصل ٨

موقف وحالة المؤمن

من الفهم الصحيح للكتاب المقدس، وخاصة الرسائل، نجد حقيقة موقف أو مكان المؤمن وكذلك حالته أو مسيره. الأول هو نتيجة عمل المسيح، وهو شكل كامل وتام منذ أن نقتبل المسيح بالإيمان. ما من شيء بعد خلاص الخاطئ يضيف إلى مكانته عند الله، ولا إلى ضمانه الكامل. فبالإيمان وحده ينال المؤمن هذا الموقف أمام الله؛ وأمام الله، أضعف شخص، إن كان مؤمناً حقيقياً بالرب يسوع المسيح، له تماماً نفس المكانة كما أعظم القديسين.

هذا الموقف أو المكانة يمكن أن نراه بشكل مختصر من خلال النصوص الكتابية التالية:

"كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ" (يوحنا ١: ١٢).

"إِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ" (رومية ٨: ١٧).

"لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ، أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ" (١ بطرس ١: ٤، ٥).

"الَّذِي فِيهِ أَيْضاً نِلْنَا نَصِيباً" (أفسس ١: ١١).

"أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ" (١ يوحنا ٣: ٢).

"أَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ" (١ بطرس ٢: ٩).

"الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكاً وَكَهَنَةً لِلَّهِ أَبِيهِ" (رؤيا ١: ٥، ٦).

"وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ، الَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ" (كولوسي ٢: ١٠).

"إِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي بِهِ أَيْضاً قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ" (رومية ٥: ١، ٢).

"لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا ٣: ١٦).

"كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ" (١ يوحنا ٥: ١٣).

"إِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ" (عبرانيين ١٠: ١٩).

"مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ" (أفسس ١:٣).

"لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ" (أفسس ١: ٦).

"اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ- بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ- وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (أفسس ٢: ٤- ٦).

"وَلَكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ" (أفسس ٢: ١٣).

"الَّذِي فِيهِ أَيْضاً أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ" (أفسس ١: ١٣).

"لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ" (١ كورنثوس ١٢: ١٣).

"لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ" (أفسس ٥: ٣٠).

"أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟" (١ كورنثوس ٦: ١٩).

كل أية مما سبق تصح على كل مؤمن بالرب يسوع المسيح. ما من أمر مجيد مما ذكرنا يمكن القول أن يمكن اكتسابه بالصلاة أو بالاجتهاد في الخدمة، أو بارتياد الكنيسة، أو بتقديم العشور، أو نكران الذات، أو قداسة الحياة، أو أي شكل من أشكال الأعمال الصالحة. كل شيء هو عطية من الله، من خلال المسيح، إلى الإيمان، وبالتالي يخص جميع المؤمنين على حد سواء. عندما آمن سجّان فيلبس بالرب يسوع المسيح صار في الحال ابناً لله، وريثاً مشاركاً مع المسيح، ملكاً وكاهناً، ويصير له الحق بالإرث الذي لا يفسد ولا يتنجس ولا يزول. في اللحظة التي آمن بها بقلبه واعترف بلسانه، بأن يسوع هو الرب، تبرر من كل الأشياء، وحصل على سلام مع الله، ومكانة في نعمته، ورجاءً أكيداً بالمجد. نال عطية الحياة الأبدية، وصار مقبولاً بشكل كامل في نظر المسيح، وسكنه الروح القدس وختمه، وبه اعتمد إلى جسد المسيح السري- كنيسة الله. وفي الحال يُلبس ثوب بر الله (رومية ٣: ٢٢)، يُحيى مع المسيح، ويُقام معه، وبه يُختم في السماويات.

أما حالته الفعلية فلربما كانت أمراً مختلفاً تماماً؛ وبالتأكيد كانت بعيدة، أدنى بكثير من حالته المُمجدة في نظر الله. ولكنه في الحال حصل على مكانة ملكية كهنوتية سماوية في مسيره. المقاطع الكتابية التالية ستشير إلى الطريقة التي يتمايز بها هذان الأمران على الدوام:

الموقف

الحالة

"إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ الْمُقَدَّسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ الْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ لَهُمْ وَلَنَا. نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. أَشْكُرُ إِلَهِي فِي كُلِّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لَكُمْ فِي يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ اسْتَغْنَيْتُمْ فِيهِ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ وَكُلِّ عِلْمٍ كَمَا ثُبِّتَتْ فِيكُمْ شَهَادَةُ الْمَسِيحِ حَتَّى إِنَّكُمْ لَسْتُمْ نَاقِصِينَ فِي مَوْهِبَةٍ مَا وَأَنْتُمْ مُتَوَقِّعُونَ اسْتِعْلاَنَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي سَيُثْبِتُكُمْ أَيْضاً إِلَى النِّهَايَةِ بِلاَ لَوْمٍ فِي يَوْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذِي بِهِ دُعِيتُمْ إِلَى شَرِكَةِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا" (١ كورنثوس ١: ٢- ٩).

"لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا" (١ كونثوس ٦: ١١).

"أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟" (١ كونثوس ٦: ١٥).

"فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متى ١٦: ١٧).

"شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي اهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ" (كولوسي ١: ١٢، ١٣).

"لأَنِّي أُخْبِرْتُ عَنْكُمْ يَا إِخْوَتِي مِنْ أَهْلِ خُلُوِي أَنَّ بَيْنَكُمْ خُصُومَاتٍ" (١ كورنثوس ١: ١١).

"وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَالٍ فِي الْمَسِيحِ سَقَيْتُكُمْ لَبَناً لاَ طَعَاماً لأَنَّكُمْ لَمْ تَكُونُوا بَعْدُ تَسْتَطِيعُونَ بَلِ الآنَ أَيْضاً لاَ تَسْتَطِيعُونَ لأَنَّكُمْ بَعْدُ جَسَدِيُّونَ. فَإِنَّهُ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟" (١ كورنثوس ٣: ١- ٣).

"انْتَفَخَ قَوْمٌ" (١ كورنثوس ٤ك ١٨).

"أَفَأَنْتُمْ مُنْتَفِخُونَ وَبِالْحَرِيِّ لَمْ تَنُوحُوا حَتَّى يُرْفَعَ مِنْ وَسَطِكُمُ الَّذِي فَعَلَ هَذَا الْفِعْلَ؟" (١ كورنثوس ٥: ٢).

"فَالآنَ فِيكُمْ عَيْبٌ مُطْلَقاً لأَنَّ عِنْدَكُمْ مُحَاكَمَاتٍ بَعْضِكُمْ مَعَ بَعْضٍ" (١ كورنثوس ٦: ٧).

"أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ؟" (١ كورنثوس ٦: ١٥).

"فالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ»" (متى ١٦: ٢٣).

"وَأَمَّا الآنَ فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ انْتُمْ ايْضاً الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ افْوَاهِكُمْ. لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، اذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أعْمَالِهِ" (كولوسي ٣: ٨، ٩).

لا يفوت الدارس أيضاً أن الترتيب الإلهي، تحت النعمة، هو بالدرجة الأولى بإعطاء أعلى موقف ممكن ومن ثم حثّ المؤمن على الحفاظ على الحالة التي تتوافق معه. "يَرْفَعُ الْفَقِيرَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ لِلْجُلُوسِ مَعَ الشُّرَفَاءِ" (١ صموئيل ٢: ٨)، ثم يحثه على أن يكون رفيع المستوى. ونجد فيما يلي أمثلة على ذلك:

الموقف

الحالة

"أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ" (متى ٥: ١٤).

"الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ" (٢ تيم ١: ٩).

"لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ" (أفسس ٢: ٦).

"مَتَى اظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أنْتُمْ أيْضاً مَعَهُ فِي الْمَجْدِ" (كولوسي ٣: ٤).

"لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ" (أفسس٥: ٨).

"جَمِيعُكُمْ أَبْنَاءُ نُورٍ وَأَبْنَاءُ نَهَارٍ. لَسْنَا مِنْ لَيْلٍ وَلاَ ظُلْمَةٍ" (١ تس ٥: ٥).

"لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاِقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي مَاتَ لأَجْلِنَا، حَتَّى إِذَا سَهِرْنَا أَوْ نِمْنَا نَحْيَا جَمِيعاً مَعَهُ" (١ تس ٥: ٩، ١٠).

"فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً" (عب ١٠: ١٠).

"وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرّاً وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً" (١ كورنثوس ١: ٣٠).

"لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ" (عبرانيين ١٠: ١٤).

"فَلْيَفْتَكِرْ هَذَا جَمِيعُ الْكَامِلِينَ مِنَّا" (فيلبي ٣: ١٥).

"بِهَذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فِينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ، لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هَذَا الْعَالَمِ هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً" (١ يوحنا ٤: ١٧).

"إِذاً انْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ ارْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ، تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ" (كولوسي ٢: ٢٠).

"فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متى ٥: ١٦).

"إِذاً يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدّاً فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ" (فيلبي ٢: ١٢).

"فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ." (كولوسي ٣: ١).

"أَمِيتُوا أعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ" (كولوسي ٣: ٥).

"فَلاَ نَنَمْ إِذاً كَالْبَاقِينَ، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ" (١ تس ٥: ٦).

"لِذَلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَابْنُوا أَحَدُكُمُ الآخَرَ، كَمَا تَفْعَلُونَ أَيْضاً" تس ٥: ١١).

"قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ" (يوحنا ١٧: ١٧).

"وَإِلَهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ" (١ تس ٥: ٢٣).

"لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً" (فيلبي ٣: ١٢).

"لِذَلِكَ وَنَحْنُ تَارِكُونَ كَلاَمَ بَدَاءَةِ الْمَسِيحِ لِنَتَقَدَّمْ إِلَى الْكَمَالِ" (عب ٦: ١).

"مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً" (١ يوحنا ٢: ٦).

الدارس سيكون قادراً على أن يضيف إلى هذه القائمة من مقاطع المقارنة مظهراً أن الكتاب المقدس يجعل تمايزاً واضحاً بين موقف المؤمن وحالته. وسنلاحظ أن المؤمن لا يوضع تحت اختبار لرؤية إذا ما كان مستحقاً لهذه المكانة المرموقة، بل إنه بالحري، ومنذ بدء اعترافه بعدم استحقاقه، يحصل على مكانة وموقف هو نتيجة عمل المسيح. فالمؤمن مكانياً "أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ" (عبرانيين ١٠: ١٤)، ولكن إذا ما نظر إلى داخله، إلى حالته، يجب عليه أن يقول: "لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً" (فيلبي ٣: ١٢).

لعله يُقال أن كل ما بعد عمل الله من أجله، وتطبيق الكلمة على سلوك حياته وضميره (يوحنا ١٧: ١٧؛ أفسس ٥: ٢٦)، والتأديب على يد الآب (عبرانيين ١٢: ١٠؛ ١ كور ١١: ٣٢)، وخدمة وعمل الروح القدس (أفسس ٤: ١١، ١٢)، وكل الصعوبات والتجارب التي يمر بها في طريق بريته (١ بطرس ٤: ١٢- ١٤)، والتحول النهائي عندما سيظهر المسيح (١ يوحنا ٣: ٢)، كلها قُصد بها ببساطة أن تجعل شخصية المؤمنين على توافق كامل مع المكانة التي ينالها مباشرة لحظة اهتداءه. إنه ينمو في النعمة، فعلاً، ولكن ليس إلى داخل النعمة.

الأمير، عندما يكون طفلاً صغيراً، يكون عادة عنيدة وجاهلاً كبقية الأطفال الصغار وأحياناً يكون مطيعاً جداً ويقبل التعليم ومحباً، وعندها يكون سعيداً ومرضياً عنه.

في أوقات أخرى قد يكون صعب المراس، وأنانياً وعاقاً عاصياً، وعندها يكون تعيساً وقد يتعرض للتأديب- ولكنه يكون أميراً في جميع الأحوال رغم أنه يتوجب عليه الخضوع بالطريقة المناسبة وعندها يكون في موقف أفضل رغم أنه لا ينفك يبقى أميراً في الواقع لأنه وُلد أميراً.

في حالة كل ابن حقيقي لملك الملوك ورب الأرباب، هذا النمو إلى التسامي الملوكي أكيد. وفي النهاية، الموقف والحالة، الشخصية والمكانة، ستكون على قدم المساواة. ولكن المكانة ليست مكافأة الشخصية المكملة- فالشخصية تتطور من المكانة.